بورتسودان (سودا.نت)
عندما نال السودان استقلاله سأل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري عن ماتركه الانجليزي للسودانيين فأجاب (تركوا لنا الخدمة المدنية و السكة حديد)والمتتبع لمعركة الكرامة يدرك انها اتخذت أشكال متعدده من الاستهداف بدءت بمحاولة طمس الهوية وتغيير التركيبة الديموغرافية وانتقلت إلى مرحلة المواجهات المسلحة لتصل الآن إلى أخطر مراحلها وهي تدمير البنى التحتية عبر الاستهداف الممنهج للقطاعات الحيوية وعلى رأسها قطاع الكهرباء بعد أن دمروا قطاع التعليم بالعبث بكل الموروثات الفكرية والتاريخية للدولة السودانية فاستهدفوا المكتبات ودار الوثائق ومباني ومقار المؤسسات التعليمية والخدمية ويتواصل الاستهداف الممنهج ليصل إلى قطاع الكهرباء ولكن الخطر يكمن في دقة الاستهداف فهم لايستهدفون الا المحطات الاستراتيجية التي تغذي الولايات لإيقاف عجلة التنمية وتعطيل الحياة بشكل عام وهذا يؤكد بما لايدع مجال للشك أن الحديث يرتبط بشكل مباشر بما ذكره الفريق أول ركن ياسر العطا قبل عدة أشهر عن وجود خلل في مؤسسات الخدمة المدنية بوجود عناصر داخلها يجب التوقف عندها فالمليشيا من الواضح أن هنالك من يقوم بمساعدتها في تدمير البنية التحتية بعد توفير المعلومات اللازمة لها وهو أمر يستوجب التحرك العاجل من الجهات ذات الصلة لمعالجة الخلل داخل تلك المؤسساتوقد ورد في الاخبار الإنجاز الكبير الذي حققته الأجهزة الأمنية بالشمالية بالقبض على أكثر من عشرين شخص ووجود شرائح تحدد المواقع المستهدفة من قبل المليشيا وبالرغم من أن التحقيقات لم يرد بشأنها تفاصيل حتى الآن إلا أن الأمر يتطلب التحرك العاجل من الأجهزة المختصة في إيجاد طريقة لتأمين المنشآت الحيوية ووضع الحديث الذي ذكره مساعد القائد العام موضع الجد حتى لايمتد الأثر إلى المؤسسات الأخرىفالمعركة الآن هي معركة الشعب بامتياز لذلك يظل الرهان الأكبر على وعي الشعب بمساعدة الأجهزة الأمنية بمدها بالمعلومات في كل ما من شأنه أن يساهم في الحفاظ على أمن واستقرار الدولة وكذلك على الأجهزة المختصة تخصيص أرقام للبلاغات مع وضع الضوابط التي تحفظ سلامة المواطن الذي يقوم بالتبليغ عن أي فعل من شأنه أن يعطل المرافق والمؤسسات الحيويةفالمعركة الآن تتطلب من جميع الوطنيين التكاتف والتعاضد والتعاون لإفشال مخططات المليشيا بأشكالها المختلفة